الجسد يتخلى عن خلاياه والروح تحتفظ بالذاكرة والوعي
من الناحية النظرية يعد جسم الإنسان خالداً ودائم التجدد (ويفترض) أن يبقى الى الأبد.. فالخلايا التي تموت تعوض بخلايا جديدة تحل مكانها وتتابع مهامها.. وفي سنوات النمو الأولى تزيد نسبة الخلايا المتجددة عن الخلايا التالفة وبالتالي تكبر أجسادنا وتنمو.. وحين ننتهي من سن النمو ندخل مرحلة جديدة يتساوى فيها معدل الخلايا التالفة مع الخلايا المتجددة فنعيش فترة "شباب" عامرة بالنشاط والقوة (ويمكن تشبيه فترة الشباب ببرميل مثقوب، القطرات التي تتسرب منه في الأسفل يتم تعويضها بقطرات بديلة من الأعلى فلا ينقص أبدا).. ولكن ما أن ندخل سن الهرم والشيخوخة حتى تتزايد نسبة التسرب وتقل نسبة التجدد، فتبدأ أجسامنا بالضعف والانحدار!


وكتب فهد عامر الأحمدي، على موقع "الرياض"، ان عمليات التجدد لم تكتشف إلا في العصر الحديث، أدرك الإنسان منذ القدم أن العثور على مايسمى بينبوع أو أكسير الشباب يعني تلقائياً ضمان التجدد و"الخلود" إلى الأبد!!، والخلود بمعناه النظري لا يتعلق بفترة النمو أو الهرم، بل بفترة الشباب حيث تتعادل سرعة نشؤ وفناء الخلايا.. وهذا التوازن (بين ما يموت وما يتجدد) ظاهرة تحدث بشكل أفضل في مملكة النباتات مقارنة بمملكة الحيوان.. فبعض الأشجار والنباتات ما زالت تعيش منذ العصر البرونزي - وربما الحجري .. خذ كمثال الصنوبريات الحرشاء التي تعمر حتى 5000 عام وتعيش في جبال مونتانا البيضاء.
وحتى نهاية السبعينات كانت هذه الشجيرة صاحبة الرقم القياسي كأقدم مخلوق حي معقد على وجه الارض (وأقول معقد لأن هناك بكتيريا تعيش في ثلوج القطب الجنوبي يتجاوز عمرها 8 ملايين عام)، وجسم الانسان أيضا (دائم التجدد) ولكنه أيضاً مبرمج للإبطاء والتوقف في سن أبكر من الأشجار بكثير..
خذ على سبيل المثال بطانة المعدة التي تتجدد آلاف المرات خلال حياتك (مرة كل 5 أيام). وحلمات التذوق في اللسان التي تتجدد كل 10 أيام. وجلدك الذي يتغير سطحه الخارجي كل أسبوعين. وخلايا دمك الحمراء كل 4 أشهر. أما كبدك فيتجدد كل عام تقريبا (بين 300 إلى 500 يوم). وعظامك الصلبة كل 10 سنوات. أما عضلات القفص الصدري فتتجدد كل 15 عاما.
وكل هذا يعني أنك الآن تملك جسداً يختلف تماماً عما كنت عليه قبل 15 عاماً (على أكثر تقدير)!!، غير أننا نعلم من جهة أخرى أننا ثابتون - من حيث الادراك ومحصلة التجارب- وما نزال ذات الشخص المتواصل من سن الطفولة. وهذه المفارقة (بين تبدل الجسد، وثبات الهوية والإدراك) تؤكد جملة من الأمور المهمة مثل:
- وجود روح ثابتة ومستمرة تستوطن متغيرات الجسد، وتسكن كافة مراحله العمرية.
- أن الأفكار والخبرات والذكريات يتم توارثها وتناقلها باستمرار بين خلايا الدماغ والجسم.
- أن الجسم مجرد (آلة) تحمل هويتنا البشرية والروحية، ولا تتوقف فيه برامج التجدد بشكل نهائي إلا لحظة خروج الروح!!
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط  
الجسد يتخلى عن خلاياه والروح تحتفظ بالذاكرة والوعي
وجود روح ثابتة ومستمرة
 تستوطن متغيرات الجسد



أصدقاء(تقارب)
تعليقات Facebook
0تعليقات Blogger

لا توجد تعليقات على موضوع " "

إرسال تعليق